الأحد، 30 أكتوبر 2011

ظاهرة الكذب عند الأطفال أسبابها وعلاجها


لا شك أننا نريد أن نغرس فضيلة الصدق في نفوس أطفالنا حتى يشبوا عليها، وقد ألفوها في أقوالهم وأفعالهم كلها. الصدق سمة أساسية للحياة، وهو ركيزة أولى لشعور الفرد بالمسؤولية، سواء كانت مسئولية دينية أو عملية أو اجتماعية . 
ولأن الكذب سلوك، فإن كثرة تكراره يسبب تعود النفس عليه، واستهانتها به، حتى يصبح عادة ملازمة لها .
و يتساءل العديد من الآباء و الأمهات كيف يستطيعون أن يخلصوا أبنائهم من هذه العادة السيئة 
ورغم مركزية الصدق في بناء شخصية الإنسان، إلا أننا نجد أن الكذب سلوك شائع في مرحلة الطفولة، وكثيراً ما ينظر الآباء إلى السلوك بقلق شديد دون النظر إلى أسبابه ودوافعه ، و القاعدة الأساسية للتعامل مع سلوك الكذب عند الطفل هو أن نعرف :
- أسبابه ودوافعه 
- ثم نحدد أشكاله 
- قبل أن نبدأ علاجه 
- وليتسنى لنا الوقاية منه
يمكن تعريف الكذب بأنه: ذكر شيء غير حقيقي، مع معرفة أنه كذلك، بِنِيَّةِ خداع الآخر، للحصول على مكاسب، أو تجنب خسائر.
أسبابه :
1ـ يكذب الطفل للتخلص من العقاب.
وقد أجمعت الدراسات على أن حوالي 70% من أنواع السلوك لدى الأطفال الذين يتصفون بالكذب يرجع إلى الخوف من العقاب.

2ـ يكذب الطفل لأنه تعلم الكذب من أبيه أو أمه أو من المدرسة او المحيط بصفة عامة 
3ـ يكذب الطفل لعدم تقدير الآخرين له (شعوره بالنقص)
4ـ يكذب الطفل للهروب من المسؤولية.
أشكاله

الكذب الخيالي:


فالطفل يتخيل أحداثاً حدثت ويقصها على أنها واقع بالفعل، لأنه أقرب ما يكون إلى التسلية واللعب أو الحلم، بالإضافة إلى أن مقدراته وإمكاناته لا تسمح له بالتمييز بين الحقيقة والخيال، وهذا تقريباً إلى خمس سنوات تقريباً، ولذلك نجد شغف الأطفال بسماع القصص الخيالية والأسطورية، وبعض الأحيان يكون الطفل موهوباً فننمي موهبته بالصقل والقراءة والتدريب.

كذب الالتباس:


لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، فكثيراً ما يسمع الطفل حكاية، أو يسمع قصة أو يرى حلماً في نومه، أو يسمع قصة خرافية تملك عليه مشاعره، ثم تسمعه في التالي يحكيها على أنها واقع حدث بالفعل.
ومثل هذا ليس كذباً بالمعنى المعروف، بل يزول من تلقاء نفسه مع مضي الوقت، فكلما ازدادت خبرات الطفل وزاد سنه، استطاع أن يفرق بين الواقع والخيال.
الكذب الادعائي:


الطفل الذي يشعر بالنقص كثيراً ما يتحدث عن نفسه وصفاته ومواهبه، ويدعي ملكية لعب وأدوات كثيرة، ربما يكون محروماً منها تماماً.
وقد يكون السبب في هذا النوع من الكذب قسوة الأسرة وإسرافها في قمع الطفل وإذلاله وعقابه فيكذب الطفل. وقد يكون الطفل محروماً من العطف والرعاية في محيط الأسرة، فيدعي أنه سيء الحظ، مظلوم مضطهد ليحصل على قدر من العطف والرعاية. وقد يدعي المرض لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة ليستدر عطف الآخرين.


الكذب الغرضي أو الأناني:

ـ كذب الطفل رغبة في تحقيق غرض شخصي كالوصول للعب أو الحلوى، فقد يدعي أن إدارة المدرسة كلفته بشراء لوحة لتزيين الفصل، وهو يهدف أساساً إلى الحصول على المال لشراء أشياء بعينها.
كذب الانتقام والكراهية:

وهو كذب الأطفال ليتهموا غيرهم بأمور يترتب عليها عقابهم وسوء سمعتهم. 
ومن أسبابه: الغيرة بين الأطفال، وقد يحدث بسبب التفرقة بين الإخوة في المعاملة.الكذب

الوقائي:

وهنا الطفل يكذب دفاعاً عن نفسه وللوقاية من العقوبة، والسبب في هذا الكذب المعاملة القاسية عقاباً على أخطائه، سواء في الأسرة أو المدرسة، وأيضاً يحدث في الأسر التي لا يتفق فيها الآباء على طريقة واحدة في معاملة الأبناء، فالأب يشد بدرجة مفرطة والأم تلين بدرجة مفرطة أو العكس، فيتفنن الطفل في اختراع الكذبة تلو الكذبة لينجو من العقاب.
ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثم تعاقبه بعد اعترافه، ففي هذه الحالة نعاقبه على الصدق وندفعه دفعاً إلى الكذب.
الكذب العنادي:

يكذب الطفل عناداً وتحدياً لوالديه اللذين يعاقبانه بشدة، ويكذب هرباً من العقاب القاسي الذي يحطم نفسيته ويمحو شخصيته
ناشئ عن تحدي السلطة الممثلة في الأسرة أو المدرسة، خاصة إذا كانت شديدة الرقابة والضغط قليلة العطف والحنو، لا تتفاهم مع الأطفال ولا يحاول الآباء أو المعلمون مناقشة الأطفال في مشكلاتهم الدراسية أو الاجتماعية.

كذب التقليد:

يكذب الطفل تقليداً لأبويه.. فالطفل يتعلم الكذب من أهله بالإيحاء، فالأم التي تترك طفلها وتقول أنا ذاهبة للدكتور، وإذا أراد الدكتور إعطاء إبرة فهي لأخيه وليست له أو أنها غير مؤلمة، وإن أطاع فله كذا وكذا، وكله كذب.

الكذب التمويهي:

الذي يعمله بعض الآباء، كأن يمثل أنه يضرب وهو لا يضرب.


الأحد، 16 أكتوبر 2011

الدكتورة فاطمة الحيدر - استشارية الطب النفسي للأطفال مستشفى الملك خالد الجامعي - جامعة الملك سعود



حركة الأطفال الزائدة.... هل هي مرض يستدعي المعالجة أم أنها ظاهرة طبيعية لاتلبث أن تزول؟
تشتكي كثير من الأمهات من حركة أطفالهن الزائدة، ويتساءلن: هل أطفالنا مرضى أم أن أمومتنا قاصرة؟
نقول أنه ليس كل طفل كثير الحركة من وجهة نظر والدته هو مريض، فحركة الأطفال قد تكون دليلاً على الحيوية والنشاط، خاصة لأولئك الصغار الذين بدأوا حديثاً في المشي وغمرتهم السعادة في اكتساب مهارة جديدة وهي المشي والجري والوصول للأشياء. فنرى الطفل يجري هنا وهناك ويستكشف هذا المكان أو ذاك. وقد تكون الحركة الكثيرة داخل الفصل الدراسي إشارة إلى ارتفاع معدل الذكاء لأولئك الصغار الذين يقيدهم منهج دراسي موجه لمتوسطي الذكاء.
لكن!! الحركة الزائدة ربما تشير إلى انخفاض مستوى الذكاء عند بعض الأطفال فيعبر عن محدودية قدراته في التعامل مع أمور الحياة اليومية والأعباء الدراسية بزيادة في حركته.
إن زيادة الحركة قد تشاهد عند بعض الأطفال الذين يعانون من نقص في السمع أو تأخر في اللغة لأسباب كثيرة لعل من أهمها تكرار التهابات الأذن الوسطى للطفل والذي لم يلق اهتماماً مناسباً من الأهل لمعالجته وتفادي آثاره.

وبعض الأمهات يشتكين من حركة أطفالهن الزائدة، وحينما يتم تقييم هؤلاء الأطفال يتضح أن حركتهم لاتزال في الحدود الطبيعية، لكن تحمل أسرهم لهم ورحابة صدورهم تجاهم قد تكون ضيقة، وقد يكون ذلك لوجود عوامل خارجية مثل ضيق المنزل وعدم وجود أماكن مناسبة ينفِّس الأطفال فيها عن نشاطهم الطبيعي وربما يرجع ذلك إلى عدم وجود وسائل تسلية وألعاب مناسبة يفرغ الأطفال فيها طاقاتهم الطبيعية.
كما قد يعبر الأطفال عن احساسهم بالكآبة واحباطاتهم وعدم استقرارهم الأسري والعاطفي بالحركة الزائدة.
بقي أن نقول إن هناك مرضاً يصيب نسبة ليست بالقليلة من الأطفال يسمي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
حيث تشير الدراسات المحلية هنا، والدراسات العربية والأجنبية إلى أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يشكل أعلى نسبة تشخيصية للأطفال الذين يرتادون العيادة النفسية للأطفال.
وفي هذا الاضطراب تلاحظ كثرة حركة الطفل غير الطبيعية بشكل يؤثر سلباً على سلوكه وسلامته في المنزل وعلى أدائه الدراسي في المدرسة.
ويلاحظ على هؤلاء الأحباب كذلك الممارسات الاندفاعية غير المتوقعة مثل رمي الأشياء أو ضرب الإخوة أو اجتياز الطريق العام فجأة دون التفكير لما سيحدثه من خطر. كما يلاحظ عليهم تشتت الانتباه وعدم القدرة على إتمام الواجبات الدراسية وإنجاز مايطلب منهم من أعمال بدون انقطاعات متكررة.
إن هذه الفئة من الأطفال بحاجة ماسة للتقييم الطبي والنفسي والإجتماعي المتكامل، وتزويد الأهل ببرامج سلوكية وتوجيهية للحركة الزائدة وتشتت الانتباه وماقد يصاحبها من سلوك عدواني في بعض الأحيان.
كما أن عدداً كبيراً منهم بحاجة لبعض الأدوية والعقاقير لضبط حركتهم وتحسين تركيزهم وبالتالي تحسين استيعابهم الدراسي ومهاراتهم الإجتماعية والشخصية.
ماهو الحل إذاً.....؟
لاتقلق فإن الأمر سهل وميسور إذا رغب الوالدان معالجة الطفل منذ وقت مبكر وذلك باستشارة الأطباء والمختصين والاستئناس بآرائهم والعمل بنصائحهم واستمرارية العلاج إذا تم وصفه لحالات أبنائهم[/b]